بالرغم من الحملات التي تتم على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص رفض استمرار عمليات غرس النخيل في شوارع الدار البيضاء، فإن مؤيدي هذه الحملات غابوا عن الوقفة الاحتجاجية التي تمت الدعوة إليها.
وحضر خلال هذه الوقفة التي دعت إليها حركة مغرب البيئة 2050، اليوم الأحد، في أول وقفة للشجرة بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، أشخاص معدودون على رؤوس الأصابع.
وحمل الأشخاص الستة المحتجون، على مستوى منتزه الحسن الثاني بشارع محمد الزرقطوني، يافطة تدعو إلى وقف غرس النخل وتعويضه بالأشجار.
واعتبر المحتجون أن “تنخيل المدن يعتبر جريمة”، داعين السلطات المختصة إلى وقف هذه العملية، مشددين على أن “المدينة الذكية بالشجرة لا بالنخلة”.
وقالت سليمة بلمقدم، رئيسة حركة مغرب البيئة 2050، إن “هذه المحطة الخامسة من الحملة الوطنية، التي تأتي تحمل شعار “وقفوا النخل وغرسوا الشجر”، هي حملة من أجل الشحرة عموما، رغم أن وقف التنخيل أكيد هو الخطوة الأولى”.
وبخصوص ما يتم تداوله عن وقف التنخيل من لدن السلطات، أضافت بلمقدم: “ليس هناك أي إعلان أو وثيقة رسمية من لدن الوالي أو مجلس المدينة أو وزارة الداخلية”، مشددة: “حنا بغينا إعلان رسمي من عند وزارة الداخلية أو المديرية العامة للجماعات الترابية، بغينا المؤسسات تخدم في إطار التشاركية التي ينص عليها الدستور والقوانين البيئية ببلادنا”.
وأشارت رئيسة حركة مغرب البيئة 2050 إلى أن هذه الأخيرة ستواصل برنامجها النضالي من أجل العمل على وقف التنخيل، ومن ثمّ العمل على تشجير الشوارع في المدن.
وسبق للحركة البيئية نفسها أن وضعت على مكتب نبيلة الرميلي، رئيسة المجلس الجماعي لمدينة الدار البيضاء، عريضة تطالب من خلالها بوقف غرس النخيل بالشوارع بدلا من الأشجار التي توفر الظل الذي أصبح حاجة ملحة في الوقت الراهن؛ وهي العريضة التي جرى توجيه نسخة منها إلى وزارة إعداد التراب الوطني وسياسة المدينة ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة.
ونبهت الفاعلة البيئية إلى أنه “من غير الممكن جعل كل التراب الوطني موطناً للنخيل من نوع الفنيكس داكتيليفرا، أو النخل البلدي؛ لأن مستواه البيو-مناخي يتوقف بجهة مراكش شمالاً وفكيك شرقاً”، محذرة من “فرض مدبري الفضاء العام بالمدن المغربية نوعا دخيلا من النخيل أصله أمريكي (“الواشنطونيا” أو “البريتشارديا”)، جرى إدماجه بجانب النخيل البلدي بمراكش منذ مدة أمام صمت الجميع”.