“الهجوم من بني أنصار الناظور”، “زاطمين إن شاء الله للفنيدق”، “نتلاقاو فالديوانة نهار الأحد”.. هي تدوينات ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي من بين أخرى تصب كلها في اتجاه الدعوة إلى تنظيم “هجرة جماعية” نحو ثغري سبتة ومليلية المحتلين والخاضعين للسيادة الإسبانية، اليوم الأحد 15 شتنبر الجاري.
هذا التاريخ أثار، منذ أيام، الكثير من التساؤلات حول مصدره وما يعنيه؛ لكن سرعان ما تحول “المخطط السري” إلى علني، حيث جرى تداوله في الأيام القليلة الماضية بكيفية واسعة، سواء بجدية أو سخرية.
واعتبر الكثيرون من المتفاعلين مع هذه الدعوة أنها لا تعدو أن تكون مجرد “إشعار كاذب”، مشيرين إلى أن مثل هذه التحركات “تتم –حين تكون جادة- بسرية تامة وتكون مباغتة”.
لكن بالنسبة للسلطات الأمنية في إقليمي الناظور والمضيق الفنيدق فإن “الشائعة الكاذبة تبقى صادقة إلى أن يثبت العكس”؛ وهو ما تبين من خلال حضور أمني غير مسبوق في مثل هذه الحالات بمحيط المدينتين المحتلتين؛ فيما همَّ التعامل الأمني مع هذه القضية مدنا بعيدة عن شمال وشرق المغرب، حيث تمت اعتقالات وإبعادات في صفوف مرشحين للهجرة.
وعلى مستوى إقليم الناظور، حيث كانت هسبريس حاضرة خلال “اليوم الموعود”، عاينت على طول الشريط الساحلي، من قرية أركمان إلى غاية مدينة “بني أنصار” المتاخمة لمدينة مليلية المحتلة، حضورا مكثفا للعناصر الأمنية بمختلف تلاوينها، في مقابل غياب شبه تام للمرشحين للهجرة، لا سيما بالقرب من الثغر المحتل والميناءين البحري والتجاري للناظور اللذين يعرفان حراسة مشددة باعتبارهما –إلى جانب الشواطئ القريبة منهما- المنفذ سباحة نحو شواطئ مليلية بالنسبة للمهاجرين غير النظاميين؛ فيما ظلت مروحية تابعة للحرس المدني الإسباني تحوم فوق الحدود الفاصلة بين بني أنصار ومليلية المحتلة طيلة صباح اليوم الأحد.
ووفق معطيات استقتها الجريدة، فإن السلطات الأمنية قد أوقفت، خلال الأسبوعين الماضيين، ما يزيد عن ألف مرشح للهجرة غير النظامية، سواء بمدينة بني أنصار أو باقي مدن الإقليم؛ من بينهم مئات القاصرين، الذين تمكنت السدود القضائية للأمن الوطني والدرك الملكي التي جرى تنصيب بعضها مؤقتا خصيصا للتعامل مع هذه القضية من إنهاء رحلتهم على متن مختلف وسائل النقل العمومي والسري صوب محيط مليلية المحتلة، من بينهم 3 قاصرين عاينت هسبريس توقيفهم، صباح اليوم، في سد قضائي قرب منتجع “أطالايون” غير بعيد عن مدينة بني أنصار.
في هذا السياق، أكد مصدر أمني، أنه على عكس الأيام العادية التي كان يجري فيها ترحيل عدد ركاب حافلتي مسافرين كل يوم من المرشحين للهجرة وإبعادهم إلى مدن الداخل، بلغت عدد حافلات المرحلين خلال الأيام الأخيرة نحو 10 حافلات في اليوم.
وتشير المعطيات المتوفرة لدى هسبريس إلى أن النيابة العامة في الناظور اتبعت خيار الترحيل في أغلب حالات المرشحين للهجرة الموقوفين خلال الأسبوعين الماضيين، اعتبارا لكونهم قاصرين.
ومع ذلك، فإنه على عكس الأحداث التي شهدها ليلة أمس السبت وصباح اليوم الأحد محيط مدينة سبتة المحتلة، فإن الوضع بمحيط مليلية المحتلة كان مستقرا ولم يشهد أي تحرك لمحاولة الوصول الشواطئ.
وأرجع مصدر أمني غياب محاولات الاقتحامات بمليلية إلى صعوبة وصول المهاجرين إلى النقط والمنافذ نحو الشاطئ أو الحدود، لاسيما في ظل وجود منشآت ميناء بني أنصار بالقرب من الثغر؛ ما يفصله عن محيطه ويطيل المسافة بين مناطق وجود المرشحين للهجرة ومنافذ الهجرة، كما يصعب التسلل أو التحرك السري.
من جانب آخر، لم تمنع الأحداث الأخيرة معبر “باب مليلية” وميناء بني أنصار من الاشتغال بشكل اعتيادي؛ غير أنها دفعت، وفق مصدرنا، الكثير من المسافرين إلى تقريب مواعيد سفرهم أو تأخيره تخوفا من “المخطط” المروج له ليوم 15 شتنبر.
تجدر الإشارة إلى أن عامل إقليم الناظور قام، صباح اليوم الأحد، بزيارة ميدانية لجميع نقاط ارتكاز السلطات الأمنية والقوات العمومية بمحيط مدينة بني أنصار مرتديا زيا عسكريا.