بعد لية طويلة من المواجهات والمطاردات التي شهدتها شوارع الفنيدق، بين رجال الأمن والشباب والقاصرين الراغبين في الهجرة الجماعية نحو مدينة سبتة المحتلة، بدت الأجواء هادئة اليوم الإثنين في المدينة الساحلية، التي استعادت شيئا من حياتها الطبيعية.
وعاينت جريدة هسبريس الإلكترونية اليوم شوارع المدينة خالية من المهاجرين والقاصرين الذين حجوا إليها بهدف الهجرة، في وقت خففت السلطات من تواجدها الأمني المكثف، سواء على مستوى المدينة أو مداخلها.
كما حافظت السلطات الأمنية على تواجدها في عدد من نقاط التفتيش والحواجز التي كانت أقامتها لتشديد الخناق على وصول القاصرين والشباب إلى المدينة، فيما سحبت أخرى، في مؤشر على أن الأمور بدأت تعود إلى طبيعتها في المنطقة.
غير أن المؤشرات والمعطيات الميدانية لا تعني أن الشباب والقاصرين الذين قصدوا شمال البلاد بأعداد كبيرة غيروا رأيهم في الهجرة وإعادة المحاولة مرة أخرى، حسبما عبر عنه عدد من الشباب والقاصرين الذين التقتهم الجريدة ضواحي المدينة.
وبدت الحركة عادية في سوق الفنيدق التي مثلت أزقتها الليلة الماضية ساحة للمواجهات والكر والفر بين رجال الأمن والمهاجرين، إذ يتجول المواطنون بشكل عادي ويشترون حاجياتهم في المكان الذي نظف من آثار الليلة الساخنة.
إلى ذلك صادفت الجريدة على امتداد الطريق الرابطة بين الفنيدق والقصر الصغير تجمعات صغيرة للمهاجرين، سواء المغاربة أو من دول إفريقيا جنوب الصحراء في جنبات الطريق، إما في طريق العودة أو الاختباء داخل الغابات لتحين الفرصة المناسبة لمحاولة اجتياز الحاجز الحدودي مرة أخرى، والوصول إلى الثغر المحتل.
وتسود حالة من الترقب في صفوف سكان الفنيدق لتجاوز الأيام العصيبة التي عاشتها المدينة طيلة الأسبوع المنصرم، إذ عبر العديد منهم عن تذمرهم من حالة الفوضى والاضطراب الأمني الذي لازمها بسبب أفواج المهاجرين الذين توافدوا عليها من مختلف المدن المغربية.
وعبر عدد من سكان الفنيدق عن أملهم في طي صفحة هذه الموجة الجديدة من الهجرة، مؤكدين على ضرورة السهر على إيجاد حلول عملية لضمان عدم تكرار مثل هذه الأزمات التي تخلف الكثير من الأضرار الاقتصادية والاجتماعية والنفسية على المدينة وساكنتها بشكل عام.